عقب مهاجمة أسماك القرش لسيدتين في مصر وفـ.ـاة سيدتين.. خبير يوضح: هل يمكن أن تحصل هجمات قرش على الساحل السوري؟
بعد تداول المواقع وصفحات التواصل الاجتماعي قبل أيام قليلة وفـ.ـاة سيدتين في مصر نتيجة هجوم سمكة قرش في أحد
المنتجعات السياحية جنوبي مدينة الغردقة المطلة على ساحل البحر الأحمر، حبس عدد من أهالي طرطوس أنفاسهم
خشية أن ينتقل سمك القرش إلى المياه السورية عبر قناة السويس كما انتقلت أسماك أخرى.
حيث قال الأستاذ في علم الأسماك بكلية الزراعة في جامعة تشرين الدكتور مالك عليا لـ “أثر” إنه منذ فتح قناة السويس
تظهر أنواع غريبة من الأسماك في المياه السورية، وذلك لعبور هذه الأنواع قناة السويس باتجاه البحر المتوسط قادمة من
البحر الأحمر، مستدركاً: “لكن خلال السنوات العشرين الأخيرة، باتت تظهر أنواع غريبة بنسب أعلى من قبل”، عازياً السبب
وراء ذلك إلى زيادة الأبحاث المنفذة والمراقبة للمياه السورية من قبل الباحثين، بالإضافة للتغيرات المناخية، ودلل ذلك بأنه قبل
عام 2000 لم يكن هناك مراقبة من قبل الباحثين كما هو الحال بعد ذلك، حيث زادت وتيرة تسجيل الأنواع الغريبة منذ عام
2010.
شاهد أيضا: شقيقه توفي بنفس الطريقة.. وفاة طفل جراء سقوطه من سطح منزله بريف دمشق.
كما بيّن عليا أنه في عام 2008 قام بنشر بحث يتضمن تسجيل 56 نوعاً لأسماك غريبة في المياه السورية، وأضاف: “منذ عام
2018 وحتى تاريخه تم تسجيل 6 أنواع أخرى، ليصبح في مياهنا السورية أكثر من 62 نوعاً غريباً، وهو رقم قابل للزيادة بأي
لحظة”.
خطورة انتقال أسماك القرش
وحول خطورة انتقال أسماك القرش إلى مياهنا من البحر الأحمر عبر قناة السويس، أوضح عليا أن أسماك القرش التابعة
للأسماك الغضروفية، موجودة في المياه السورية، حيث تم تسجيل 43 نوعاً من الأسماك الغضروفية (أسماك قرش، كيميرا،
قوابع)، مؤكداً أن هذه الأنواع ليست خطرة ولا تهاجم الإنسان، مستثنياً نوعين غريبين عن مياهنا وتم تسجيل ظهور لهما،
ويطلق عليهما اسم “كيميرا، البقرة الرعّادة”، مضيفاً: “صحيح أنهما من أنواع أسماك القرش الخطرة لكن نوعاً منهما يعيش
بعيداً عن الشواطئ ولا يقترب منها أبداً، فيما يعيش النوع الآخر في الأعماق ولا يقترب من سطح البحر ولا يشكّل أي خطورة
على الأشخاص في أثناء السباحة”
وتابع عليا: “أسماك القـرش مظلومة من ناحية السمعة السيئة التي روجتها الأفلام الأمريكية، حيث صوّرت سمك القرش
على أنه العدو الأول والأخطر للإنسان في البحر، مع العلم أن دراسة أجريت بالبحر المتوسط أثبتت أنه خلال عام كامل يموت
بين 10-15 شخصاً نتيجة هجمات أسماك القرش”، مستدركاً: “أسماك القرش تكون بالفعل مفترسة وخطرة في المناطق
الاستوائية والشواطئ المفتوحة كأمريكا وأستراليا، فيما أسماك القرش الموجودة في البحر المتوسط ليست شرسة ولا
تشكّل خطورة على الإنسان”.
وبحسب عليا، أسماك القـرش لا تهدد الإنسان، وإنما الأخير هو من يهددها، مدللاً على ذلك بوجود صيادين يتقصدون اصطياد
سمكة القرش لأغراض تجارية، بسبب وزنها الذي يتراوح بين 1000 كيلو وحتى 2 طن، مشيراً إلى أنه في عام 2003 وثق
بكاميرته وجود أكثر من 100 سمكة قرش كانت معروضة للبيع في سوق السمك.
وأكد عليا أن جميع أنواع أسماك القرش صالحة للأكل، مع ضرورة التنبيه إلى أن بعض الأنواع تحوي أشواكاً على ذيلها ما
يتطلب الحذر بالتعامل معها تجنباً للوخز لأن الأشواك تحتوي على مادة سامة، لافتاً إلى أن البعض يستسيغ أكل أسماك
القـرش، فيما البعض الآخر يعرض عنها.
